مقال فريد مفيد، ولغايته مصيب، شكرا على الافادة، وارجو ان ينفع الباحثين، وان
ننبه بعضنا البعض مما قد يلتبس علينا من حيث لا ندري...
جزاك الله خيرا ونفع بك، والمجموعة وصاحبها المحترم.
Le 17 févr. 2016 13:22, "Maher Kababji" <maherkabab...@hotmail.com> a écrit
:

> اعتمدت الدول الفكر العلماني لتنظيم شؤون حياة شعوبها . العلمانية فكر بشري
> يقوم على الاعتقاد بأن الإنسان يرسم حاضره ومستقبله بنفسه دون وصاية أو
> التزام بشريعة دينية ، والفكر العلماني هو امتداد للفكر اللاديني Secularism الذى
> انتشر فى دول العالم الغربي بعد قيام الثورة الفرنسية على السلطة المستبدة
> التى كان يمارسها رجال الدين المسيحي تحت ستار الاكليريوس والرهبانية وبيع
> صكوك الغفران ، وعلى وقوف الكنيسة ضد العلم ، وهيمنتها على الفكر وتشكيل محاكم
> التفتيش واتهام العلماء بالهرطقة .
>
>
>
> وثم انتشر الفكر العلماني فى العالم الإسلامي بسبب الجهل بأحكام الخالق فى
> الشأن العام مما ترتب عليه الاعتقاد بأن مفهوم الدين يقتصر على ممارسة شعائر
> الإسلام كالصلاة والصيام وأن الدين ينظم حركة الإنسان وليس الدولة ، ذلك
> بالإضافة إلى محبة الإنسان لمغريات الدنيا التى تقدمها الثقافة الغربية تحت
> شعاري الحرية والمساواة مما يخلص الناس من تدخل الدولة الدينية فى الشأن الخاص
> .
>
>
>
> ترتب على انتشار الفكر اللاديني مدعوماً بالفكر الليبرالي Liberalism ، أن
> اتُخذ من شعار الحرية مدخلاً لديموقراطية " حكم حزب الأكثرية " فى النظام
> السياسي ولتطبيق الفكر الرأسمالي فى النظام الاقتصادي ، بدعوى أن الحرية تتحقق
> بأن يعمل الفرد دون قيود ، ومصلحة المجتمع تتحقق بتحقق مصالح أفراد المجتمع .
> واتُخذ من شعار " المساواة " مدخلاً لديموقراطية " حكم الحزب الشيوعي " فى
> النظام السياسي ولتطبيق الفكر الاشتراكي فى النظام الاقتصادي ، بدعوى أن
> المساواة تتحقق بأن يعمل الفرد بقدر طاقته ويتقاضى بقدر حاجته فتتحقق مصلحة
> المجتمع .
>
>
>
> إن الفكر العلماني لإقامة الحياة على العلم والعقل والمصلحة ينطوى على مجموعة
> من المغالطات ، فعلم الإنسان محدود بما علم ، وعقله محكوم بتجاربه وبيئته
> وعاداته وأهوائه ، ومصالح البشر بطبيعتها متعارضة فالمصلحة العامة تحكمها
> المصالح الخاصة لأصحاب القرار .
>
> أما شعار الحرية فهو مجرد غاية لا يمكن إدراكها ، إذ لا يمكن أن يكون الإنسان
> حراً وإرادته وقوله وفعله يخضع لمؤثرات داخلية وخارجية . يتصرف بردود فعل لا
> إرادية كما فى حالات الخوف والعشق والغضب ، يفعل ما لا يريد إذ تحكم حريته
> احتياجاته وهو أسير المجاملات والعادات والتقاليد والقيم والقوانين والمعتقدات
> والدعايات والتوجيه الإعلامي . باسم الحرية تتفكك الأسر ويزيد الانحلال الخلقي
> وتتعاظم ظاهرة عبادة المال فتتركز الثروة بيد الرأسمايين ويزداد الفقراء
> وتعانى الطبقات المتوسطة .
>
> أما المساواة فهي مجرد سراب ، فقد فشلت الماركسية فى تحقيق هدفها فى المساواة
> المادية ، وقامت الرأسمالية على عدم المساواة الاقتصادية ، وتؤكد هيئات حقوق
> الإنسان على مساواة الرجل والمرأة رغم الإختلاف الطبيعي الخلقي بينهما .
>
>
>
> بخلاف العلمانية والاجتهادات البشرية و الطروحات الفلسفية والأنظمة الوضعية ،
> فإن العقيدة الدينية تستند إلى شريعة سماوية تقوم على الإقرار بوجود الله
> وبمرجعية الدين فى حياة الإنسان .
>
>
>
> إن عدم اقتدار تصور حقيقة وجود إله ، لا يعنى استحالة وجوده ، فالله موجود
> بدليل الفطرة فى ابطال وجود المخلوقات بلا خالق " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ
> شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ " ( الطور 52: 35 ) ، وبإدراك آثاره فى
> الخلق " وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ " (الذاريات 51 :21) ،
> وبالتفكر فى سنة الزوجية فى مخلوقات الله " وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا
> زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " (الذاريات 51: 49) .
>
>
>
> إن القرآن الكريم خاتم الرسالات منهج حياة متكامل ، العبادة فيه سعادة
> والأحكام فيه عدل والعلوم فيه حقيقة والكلام فيه كلام خالق علمه أزلي ، *"
> مَا* *فَرَّطْنَا* *فِي* *الْكِتَابِ* مِنْ شَيْءٍ "(الأنعام 6: 38) ، وقد
> نهى الخالق عن اتباع الهوى لما يترتب عليه من ظلم ، " فَلاَ تَتَّبِعُواْ
> الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ " (النساء 4: 135) *.*
>
>
>
> بخلاف الفكر البشري ، فإن الإسلام يتميز بأن العدل مدخله لتنظيم جميع أمور
> الحياة ، ففى العدل حماية للحقوق والحريات " وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ
> النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ " (النساء 4 :58)  ، وبيان الحلال
> والحرام اسلوبه لتوضيح معالم أنظمة الحياة . وقد بينت آيات القرآن الكريم
> وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أحكام الإسلام فحرمت ما لم تجزه الشريعة
> الإسلامية .
>
>
>
> نظم الخالق سلوك مخلوقاته الكونية والحية ، فمخلوقاته الكونية لها مسارها لا
> تحيد عنه ، والكائنات الحية غير الإنسان لها سلوكها المحدد لها ، وللبشر ذو
> العقل فقد خصه الخالق بأنظمة حياة إن اتبعها تتحقق سعادته فى الدنيا والآخرة .
>
>
>
> جاء الإسلام ليخلص الإنسان البالغ العاقل من استعباد المؤثرات الذاتية
> والخارجية لحريته ، فالقرآن الكريم يفرض على الإنسان عبادة خالق البشر "
> وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات 51: 56) ،
> مع العلم أن الله غني عن عباده " إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ
> "(الزمر 39: 7) ، كما وأن الله غني عن عبادة عباده له " لَعَلَّكَ بَاخِعٌ
> نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِين (3) إن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم
> مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) "
> (الشعراء 26) ، ذلك أن فى عبادة الإنسان لخالقه تحرير للنفس البشرية من
> عبادة غير الخالق كان شخصاً أو مالاً أو عاطفةً أو أي شيء آخر .
>
>
>
> ولأن العبادة طاعة ، ففى عبادة الله التزام المخلوق بأحكام الخالق التى تضبط
> وتنظم كل حركة أو تصرف للإنسان فى الكون بما يحقق سعادته فى الدنيا والآخرة "
> فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "
> (البقرة 2: 38) . وإذا كان للإنسان أن يختار بين عبادة المؤثرات الدنيوية
> وبين عبادة الخالق ، فإن الاختيار هو ابتلاء " إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى
> الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا " (الكهف
> 18: 7) فمن اختار غير عبادة الخالق لا تتحقق سعادته فى الدنيا ويعذب فى
> الآخرة  " يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم
> بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار" (البقرة 2: 167) .
>
>
>
> يقتضى التزام الناس بأحكام الإسلام فى تسيير أمور حياتهم ، تفعيل الفكر
> البشري لتنظيم شؤون الحياة وفق ما أمر به الخالق ، وللإجتهاد فى علوم الدنيا
> لتطوير حياتهم وتحقيق التقدم . يقول تعالى : " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ
> وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ
> وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ " ( الرحمن 55: 33) .
> ولكن الناس تجاهلوا أحكام خالقهم التى شُرعت من أجل سعادة البشرية فى الحياة
> الدنيا والآخرة فضلوا الطريق ويحصدوا نتاج ما يفعلون ، " ظَهَرَ الْفَسَادُ
> فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم
> بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " (الروم 30: 41) .
>
>
>
> لو أن دعاة العلمانية ، على اختلاف معتقداتهم ، كل فى مجال تخصصه أجهد نفسه
> فى فهم القرآن الكريم وعلومه كما يجهد نفسه فى فهم التيارات الفكرية وعلومها
> ،  ولو أن كلاً من علماء الدين أجهد نفسه فى تدبر آيات القرآن الكريم فى الشأن
> العام كما يجهد نفسه فى دراسة الفتاوى والاختلافات الفقهية فى الشأن الخاص ،
> لما كان الفكر العلماني لينتشر ولتحققت سعادة البشرية وتطورت الشعوب ووصلت إلى
> ما تصبوا إليه من تقدم مادي ومعنوي . " كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ
> مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ "
> (ص 38: 29) .
>
>
>
> ولأن الإنسان يتجه إلى الاعتقاد بما يرى أنه يحقق مصلحته ، فما لم يتلمس
> المسلمون تحقق مصالحهم من خلال اعتناقهم الدين الإسلامي فإن عدد الملحدين
> واللادينين والعلمانين منهم سيتزايد بمضي الزمن . أما إذا تحققت مصالحهم من
> خلال تطبيق أحكام الخالق فى الشأن العام ، فسيسارعون للإلتزام بأحكام الإسلام
> فى الشأن الخاص ، مع التأكيد على وجوب فصل الشأن العام بوصفه واجب الدولة أو
> الحكومة الذى ينحصر فى توفير الأمن الخارجي والداخلي والغذائي  " فَلْيَعْبُدُوا
> رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ
> خَوْفٍ (4) " (قريش 106) عن الشأن الخاص الذى هو واجب علماء الدين لنشر
> الدعوة الإسلامية بالحسنى " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
> وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ " (النحل 16: 125) ، ودون إكراه " لَا إِكْرَاهَ
>  فِي الدِّينِ " (البقرة 2: 256) .
>
> .
>
> --
> --
> You received this message because you are subscribed to the Google Groups
> "Kantakji Group" group.
> To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com
> To unsubscribe from this group لفك الاشتراك من المجموعة أرسل للعنوان
> التالي رسالة فارغة, send email to
> kantakjigroup+unsubscr...@googlegroups.com
> For more options, visit this group at
> http://groups.google.com/group/kantakjigroup?hl=en
> سياسة النشر في المجموعة:
> ترك ما عارض أهل السنة والجماعة... الاكتفاء بأمور ذات علاقة بالاقتصاد
> الإسلامي وعلومه ولو بالشيء البسيط، ويستثنى من هذا مايتعلق بالشأن العام على
> مستوى الأمة... عدم ذكر ما يتعلق بشخص طبيعي أو اعتباري بعينه باستثناء الأمر
> العام الذي يهم عامة المسلمين... تمرير بعض الأشياء الخفيفة المسلية ضمن قواعد
> الأدب وخاصة منها التي تأتي من أعضاء لا يشاركون عادة، والقصد من ذلك تشجيعهم
> على التفاعل الإيجابي... ترك المديح الشخصي...إن كل المقالات والآراء المنشورة
> تُعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبّر عن رأي إدارة المجموعة بالضرورة.
> ---
> You received this message because you are subscribed to the Google Groups
> "Kantakji Group" group.
> To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an
> email to kantakjigroup+unsubscr...@googlegroups.com.
> To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com.
> Visit this group at https://groups.google.com/group/kantakjigroup.
> For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.
>

-- 
-- 
You received this message because you are subscribed to the Google Groups 
"Kantakji Group" group.
To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com
To unsubscribe from this group لفك الاشتراك من المجموعة أرسل للعنوان التالي 
رسالة فارغة, send email to kantakjigroup+unsubscr...@googlegroups.com
For more options, visit this group at
http://groups.google.com/group/kantakjigroup?hl=en
سياسة النشر في المجموعة:
ترك ما عارض أهل السنة والجماعة... الاكتفاء بأمور ذات علاقة بالاقتصاد الإسلامي 
وعلومه ولو بالشيء البسيط، ويستثنى من هذا مايتعلق بالشأن العام على مستوى 
الأمة... عدم ذكر ما يتعلق بشخص طبيعي أو اعتباري بعينه باستثناء الأمر العام الذي 
يهم عامة المسلمين... تمرير بعض الأشياء الخفيفة المسلية ضمن قواعد الأدب وخاصة 
منها التي تأتي من أعضاء لا يشاركون عادة، والقصد من ذلك تشجيعهم على التفاعل 
الإيجابي... ترك المديح الشخصي...إن كل المقالات والآراء المنشورة تُعبر عن رأي 
أصحابها، ولا تعبّر عن رأي إدارة المجموعة بالضرورة.
--- 
You received this message because you are subscribed to the Google Groups 
"Kantakji Group" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email 
to kantakjigroup+unsubscr...@googlegroups.com.
To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com.
Visit this group at https://groups.google.com/group/kantakjigroup.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.

رد على