http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=369807
ولد فال إلى وظيفة أممية أو حزب سياسي 
نواكشوط - المختار السالم:
في الثاني من أغسطس/ آب ،2005 كانت موريتانيا على شفا حرب أهلية، بعد محاولات 
انقلابات قادها تنظيم “فرسان التغيير”، فشلت “تقنيا” لكنها نجحت في هز أركان نظام 
العقيد معاوية ولد الطايع الذي بدأ بوضع المؤسسة العسكرية والأمنية في مواجهة 
دائمة مع المجتمع فزج بعشرات العلماء والشباب وقيادات المعارضة في السجون بتهم 
شتى، فأصبحت مهمة العدالة الموريتانية تكاد تكون متوقفة على إصدار مذكرات التوقيف 
الدولية في حق معارضي العقيد.
جاء يوم الأربعاء 3 أغسطس/ آب ،2005 وتربع العقيد أعلي ولد محمد فال على كرسي 
الحكم يترأس مجلسا عسكريا من 17 عضوا، وأصدر بيانا أعلن فيه أنه جاء فقط لإنقاذ 
موريتانيا، ولن يزيد فترة حكمه على سنتين كأقصى حد، يشرف فيهما على تنظيم انتخابات 
شفافة ونزيهة لن يترشح فيها هو أو أعضاء حكومته.
كان للموريتانيين تاريخ طويل مع “عراقيب” العسكر منذ انقلاب 10 يوليو تموز ،1978 
وبدا الجميع غير مصدق، إلا أن فرحة رحيل ولد الطايع دفعت الأحزاب الموريتانية وقوى 
المجتمع المدني إلى الضغط على المجتمع الدولي لقبول الانقلاب وتصديق العسكر في 
وعودهم.
يوم أول أمس السبت، عاد ولد محمد فال إلى نواكشوط من الرياض، وقد شارك في أعمال 
القمة العربية. توقف في النيجر، في آخر رحلة له خارج موريتانيا قبل تنصيب الرئيس 
المنتخب في 19 إبريل/ نيسان الحالي، وإلى النيجر أيضا كانت الرحلة الأخيرة لولد 
الطايع وهو في سدة السلطة. الفارق في رحلتي الرجلين أن الأخير أبلغ في النيجر 
بإطاحة “المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية” له في انقلاب أبيض. وفي يوم السبت 
الماضي، أصدر المجلس الدستوري قراره النهائي بانتخاب سيدي ولد الشيخ عبد الله 
رسميا رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية، إقرارا بنتائج انتخابات 25 مارس/ 
آذار الماضي التي فاز فيها ولد الشيخ عبد الله في أكثر انتخابات نزاهة وشفافية في 
المنطقة.
تكررت الأحداث جغرافيا في آخر رحلة ل “العقيدين” وهما في الحكم، لكن التشابه بين 
من نواح أخرى، فولد الطايع أجبر على ترك السلطة مع تراث سيئ في مزاولة الحكم ونقمة 
غير مسبوقة، أما ولد محمد فال فيترك السلطة في زهد ووفاء بالتزام وبرضى الجميع، بل 
أصبح بطلا شعبيا في بلاده والعربي الصحراوي الذي إذا قال فعل.
أيام فقط، ويغادر العقيد “القصر الرمادي” إلى بيته في نواكشوط أو إلى بيته في 
الريف في بلدة العصماء (130 كلم شمال نواكشوط)، لكن النخبة الموريتانية تبدو مهتمة 
أكثر من أي وقت مضى بمصير رئيسها المنتهية ولايته. ماذا سيفعل بعد تسليم الحكم؟ 
سؤال تردد على مسامع العقيد بداية، فكان يجيب : دعوني أولا أغادر السلطة وأستريح 
في منزلي، وبعد ذلك أفكر في مستقبلي.
بحثت “الخليج” عن إجابة للسؤال الذي يشغل الموريتانيين أكثر في هذه الظروف، وهم 
يعيشون أياما معدودة بانتظار الرئيس الجديد المنتخب، وكان الجواب من مصادر سياسية 
عليا على صلة بصنع القرار أن العقيد إعلي ولد محمد فال يعيش موزعا بين خيارين : أن 
يبتعد عن الهم الداخلي لبلاده ويعمد إلى العمل في وظيفة “أممية” أو إقليمية”، 
ويبدو أن ولد فال تلقى عروضا مغرية في هذا الإطار من الاتحاد الإفريقي، ومن الأمم 
المتحدة في لقائه الأخير في الرياض مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
 الخيار الثاني هو تشكيل حزب سياسي يكون لأعضاء حكومته الانتقالية التي انتهت 
مأموريتها دور كبير فيه، ولا يستبعد أن يتولى رئيس الوزراء سيدي محمد ولد بوبكر 
الأمانة العامة في هذا الحزب الذي يتوقع أن يلتحق به “تجمع المستقلين” ونواب في 
كتلة “الميثاق” الذي تأسس قبل أشهر، وحصل على الأغلبية في غرفتي البرلمان. وفي 
حالة تشكيل هذا الحزب أو اتخاذ أحد الأحزاب القائمة لتمرير الخطة من خلاله، فلا شك 
أن ولد فال يصبح بمثابة رئيس الحزب الحاكم الذي يتوقع أن يصبح في حالة تشكيله أكبر 
أحزاب موريتانيا، بالنظر إلى حجم الانضمامات المتوقعة لصفوفه، باعتباره وثيق الصلة 
بالسلطات المنتخبة، وسيكون صعبا منافسته في أي انتخابات مقبلة، ما يضمن لولد محمد 
فال العودة للحكم في أول انتخابات رئاسية، وبذلك يستعيد بالانتخابات ما خسره فيها.


                
___________________________________________________________ 
Now you can scan emails quickly with a reading pane. Get the new Yahoo! Mail. 
http://uk.docs.yahoo.com/nowyoucan.html
_______________________________________________
M-net mailing list
M-net@mauritanie-net.com
http://mauritanie-net.com/mailman/listinfo/m-net_mauritanie-net.com

Répondre à